كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



ذهب الزجاجي إلى بنائه على الفتح فقال: "ومن العرب من يبنيه على الفتح" (1) وذكر الشاهد السابق.
لم يرتض النحويون (2) القول بالبناء هنا، وغلطوا ما ذهب إليه الزجاجي فيه، وخرجوا مذ أمس في الشاهد المذكور على إعراب أمس مع منعه من الصرف لغة لبعضهم، يقول الرضي: "ليس بناء أمس على الفتح لغة، كما قال الزجاجي، مغترا بقوله:
لقد رأيت عجبا مذ أمسا" (3)
ففي تغليطهم ما ذهب إليه الزجاجي من بناء أمس على الفتح ميل إلى إعرابه وإن كان مع المنع من الصرف، فهذا يقوي جانب الإعراب في أمس الظرفية وغير الظرفية على ما ذهب إليه الباحث، إلا أن هذا الشاهد لا يتأتى فيه التخريجان السابقان في إعراب أمس إعراب ما ينصرف بتقدير الإضافة إلى ياء المتكلم أو بتقدير أل، لأنه ليس اسما بل هو خارج من دائرة الاسمية إلى دائرة الفعلية كما ذهب إليه السهيلي ولم يستبعده (4)، والتقدير: مذ أمسى المساء (5).
والخلاصة أن (أمس) الاسمية معرب منصرف مطلقا سواء أظرفا كان أم غير ظرف، فالمستعمل ظرفا مجرور بحرف جر محذوف مع أل نحو لقيتك أمس، أي: بالأمس، والمستعمل غير ظرف كمجيئه فاعلا أو مبتدأ، يقدر معه أل أو الإضافة إلى ياء المتكلم، نحو: أمس الدابر لا يعود والتقدير: أمسي الدابر، ونحو: ما رأيتك مذ أمس، التقدير: ما رأيتك مذ الأمس، ونحو: أمس الدابر لايعود التقدير: الأمس الدابر لايعود، ومالا يتأتى فيه ذلك يخرج عن كونه اسما إلى كونه فعلا نحو: مذ أمسا أي: مذ أمسى المساء.
هـ- مواضع ينزع فيها حرف الجر ويبقى فيها عمله لتقدم ذكره
- - - - - - - - - -
(1) الجمل: 299، وينظر: الانتخاب: 632.
(2) ينظر: ارتشاف الضرب: 2 /249، وشرح قطر الندى: 25 والمساعد: 1 /520، وخزانة الأدب: 7 /154.
(3) شرح الكافية: 3 /312.
(4) ينظر: نتائج الفكر: 114.
(5) ينظر: شرح قطر الندى: 25.